في الشوارع في الحواري في المولات..
في كل حتة موجودين.
مترميين و منداسين
و مفعوصين تحت الشباشب
معندهمش أي صوت..
يقولو للماشي حاسب
مفحوتين و مطحونين..
مالهومش لزمة
ولا في الرخاء و لا وقت أزمة.
خانقين علينا و مخنوقين.
متفعَّصين.
متقطّعين.
باصِّين في وش كل واحد..
ما هما مرميين عالأرض..
مهريين مِالضرب.
زهئانين من الكرب.
غلبانين و متمسكنين.
أنا مش باوصف أعقاب سجاير..
أنا باوصفنا إحنا.. البني آدمين.
كان يا ما كان.. كان في حاجة إسمها رجالة
أيام الفرسان و الخيالة
أيام ما كان لسة فيه الفتوة
شايل نبوته على كتفه بقوة
أيام ما كان في حاجة إسمها السيد
يحكم بيته و يتقالّه يا سي السيد
و كان فيه كمان راجل هلفوت..
لكن برضه كان شايل نبوت
بيدافع عن عرضه و يقول توت توت
و كان فيه برضه الظالم و المفتري
بس الظلم كان بيروح..و بيفضل القوي
دلوقتي ما بقاش غير شعر بيقولوا عليه شنبات
و عيال بتقول خد و هات
و رجالة عايئة بتبرم شنباتها
و رجالة تايهة من غير نبابيتها
بس ماتقولش رجالة.. قول لا لا لا لا
ما خلا ص راح اللي راح يا رجالة
هجمت عليّ همومي
مخلوق مخيف بسبع أنياب
كل حاجة عايشة ضدي
محدش عامللي أي حساب
محدش حاسسني و لا أصلاً فاهمني
ما فيش فيَّ حب و محدش كارهني
أنا مش فاهمني
و ف قلبي ساجنني
و جوايا ميت مليون كتاب
أنا كل واحد فينا
أنا كل إنسان مغلوب
أنا أي حد حس ف مرة إنه خاب
أنا أي حد ساكت و عايش في السكون
أنا أي حد أمله إنه يفتح باب
و احنا صغيرين قالولنا نعيش في الخيال
ما احنا مش فاهمين..
يعني.. لسة عيال.
عادي نحلم و عادي نسأل..
ما كانش فيه شئ محال.
و كبرنا.
و بقى عندنا عشرين سنة..
و شفنا الدنيا فيها الهنا.
فيها الكناس و الشيّال..
فيها المحتال
فيها الفارس و الخيال.
و ناس نايمة و ناس ماشية..
فيها ناس تايهة و ناس راسية.
و موتيسيكلاااات..
و نااااس...
و عربيات ماشية في الحارة اليمين..
و فجأة تكسر شمال.
فيها بتتحطم الآمال.
و ناس غرقانة ف دم و عرق..
و غصب عنها علشان تعيش..
ضميرها اتسرق.
و كل واحد متحيّر.
كل يوم بحالة و متغيّر.
صحيح الدنيا حلوة..
بس يا ريتني فضلت صغيّر.
بِندُور في حواريها
من حدوتة لحدوتة...
قصص ف قلوبنا منحوتة.
ما هي أصل الدنيا صغيَّرة.
مين كان يقول إن دروبنا هتلتقي..؟
بقالنا كتير.. و آدي القَدَر
زي إمبارح كنا تحت المطر.
و آدي الحياة..
دارت الدنيا و رجعنا لبعضنا..
و آدي حضن الحياة بيضمنا
أنا كنت فاكرك طول السنين
شكلك ما كانش واضح في ذهني..
بس لو شفتك هعرفك بين ملايين.
و لو شفتك ماقدرش أكلمك.
و مش هاقرَّب..
يدوب علي قلبي يرسمك.
ياه.. بقالنا قد إيه!
عشَر سنين؟
يمكن أكتر..
بس إنت زي ما إنت.
بس يمكن بقيتي أكبر.
يمكن بقيتي أَدرَى بدورة الحياة
يمكن عرفتي أكتر باللي كل واحد أساه.
و عرفتي برضه إن لقانا مش دليل على شئ
ممكن بكرة نفترق و نضل الطريق.
و حان وقت الوداع.
في سكوت..
مالهوش أي صوت..
و لا بالكلام..
ولا بالعيون..
ولا بالدموع.
و ممكن مايكونش أصلاً وداع..
ولا كان في لُقا..
و لا كان في أي شئ..
إلا ذكرَى..
و توتة توتة.
في دماغي وَش.
جوايا حيرة و ميت سؤال.
أحلام كتيرة و قُصر بال.
دبَّان في مخِّي مابيِتنَش.
حروف كتيرة مابتتقالش.
قفص بلاستيك و قِفله هَش.
و قشعريرة مليا جسمي
منسياني حتى إسمي
أجيب ف سيرة و أفُض سيرة..
و كله زَيِّي مابيفهمش.
آدي القصيدة
و لو إنت مافهمتهاش..
أبوس جبينك ما تسألش.
لو سمحت..
هو الطريق منين؟
شمال أو يمين؟
أطلع فوق يا عم
ولَّا أنزل تحت؟
آه ما أنا رُحت الشارع ده
بس كان مسدود
كان فيه ناس دموعها واقفة عالخدود
..طب أَلِف الميدان؟
لأ ده باينلُه نفس المكان.
أنا شاكلي تايه.
بَلِف ف دواير.
و كل خطوة بامشيها..
بتزيد في الخساير.
.. طب حد معاه خريطة؟
إنت عارف؟.. ولّا بتزيط في الزيطة؟
ما بحبش إللي بيفتي.
كفاية هموم شايلها..
كفاية أحزان على كتفي.
ده أنا بس كل إللي عايزه.. لقمة عيش.
و أي حد يدلّني.. يا ريت ما يفتيش.
