إعتراف

في غربة الدنيا و حشتيني
و أنا شايفك كل يوم
من غير كلام
عينك في عيني
نفسي أقوللك حاجات كتير
و كلام كتير ماليني
ده أنا عندي ميت موال
و حكاوي ليالي طوال
و دموع ف سنين غريبة
و قلب حاله حال
نفسي مرة قلبي يقول
و منه يشيل
و ينطق باللي بيه مشغول
علميني أقول
علميني أشيل
ده اللي جوة ف قلبي سنين
علميني إزاي
أنسى اللي فات و حنيني
لأحلى زمان وديني
و ريني
كل اللي فات من عمري
أُعذريني
عالكلام اللي فيّ
على دموع لياليّ
ده إنت نور بيحييني
و روح الأمل جوايا
كل ثانية معايا
بتحميني
رغم السكوت فاكراني
و في الذكريات شايلاني
بأعترف
بإن طبعي أناني
لكن سكوتي عاش ف كل كياني
إعتراف
إني أنا منِّك
و إنك إنتِ عارفاني

الشرقية

شغلني مؤخراً موضوع الهوية
أنا فلان و إنت فلان
كل واحد ولُه شخصية
كل واحد و لُه كيانه
كل شعب ولُه مكانه
كل دولة و ليها نيلها
وليها صوتها اللي يغنيلها
و ليها إحساس الوطنية
جِه الشاب فلان و هو جاي
يقوللي هاي و يقوللي باي
"و عليكم الهاي و الرحمة الإلهية"
إيه المياعة ياض ده هية
قول "سلام" كلمة رضية
قالوها طول السنين أجدادي
قالوها حتى مامي و دادي
مالها كلمة أبويا و أمي
كلمة حلوة حروفها دمي
مالها أكلة الملوخية
طعم بلدي و أكلة هنية
و للا لازم عشان تاكلها
تاكل معاها فراخ "بانيه"
إنت فاكر نفسك بيه؟!
ما تقول محمر و قول مشمر
و قول كل اللي نفسك فيه
ما هو اللي مات ما عشان إيه
مات عشان قلبه
غاب و ساب أصله
وساب أصولنا
و ساب فصولنا
و ساب لغتنا العربية
داب يا عيني ف أصل عينه
في التقاليد الغربية
و لا غربية و لا عربية
فانت قول هاي
أو حتى قول باي
أنا عن نفسي م الشرقية

جمعية الإنسان

رحت أقدِم في جمعية الإنسان
بعد العذاب و الأسية
و سنين كتير منسية
قلت هو دة المكان
رحت أقدم ورقي
وأشوف نتيجة لعَرقي
و أملي إن الجمعية دية
تكون نهاية لزهقي
رحت لجمعية الإنسان
مشتاق لحنية و حنان
مشتاق إن حد يحس بيَة
و يقدرني كإنسان
بس رحت و رفضوني
"ورقك ناقص... من غير عنوان"
طب أجيب إيه دللوني
أنا لازم أبقى إنسان!
رحت جبت ميثاق ميلادي
وكل حاجة عن أجدادي
رحت جبت كل حاجة
تثبت إن أنا إنسان
"لسة مش مقبول"
ده كلام ده مش معقول!
ده أنا جبت كل شئ
و شهادة من كل صديق
و جبت من الجيران أساميهم
و صورت الناس في الطريق
جه الراجل يقوللي
"إنت ما ينفعش تبقى إنسان
أُخرج و اهرب في الحال"
طب ليه و حياتك قوللي
قاللي و يا ريته ما قاللي
"إنت طيب و ابن حلال"

الحلم الأخير

نام و اتغطى بلحافين
و اطفي النور
و الشباك إقفله
و غمض عينيك الإتنين
و سيب الدوشة خليك ف حالك
إنت مالك
و لو الدنيا حتى اتبدلت
خليك مكانك
خليك ف نومك
و انسى يومك
و انسى قلبك الحزين
إنسى إنك من غير حقوق
بس إوعى تفوق
إوعى تفتح الشباك
إوعى حتى تبص فوق
خليك مغمض بين دنيتين
دنيا حلوة
دنيا حلمك
و بين دنيا تانية للمظلومين
سد ودنك إوعاك تخاف
شد اللحاف
إوعى تشوف
لَمصيرك يكون زي اللي شاف
خللي راسك عالمخدة
نام لحد اّخر النهار دة
و كمان يومين
نام لحد ما الدنيا تبقى بين نارين
ساعتها بس النوم يطير
و تعرف إن الحلم دة
كان هو الأخير

شكراً

إزاي أقول شكراً و أنا إنسان
محدود بالكلام, محدود باللسان
إزاي كلمة شكر تكفِي دنيا تانية
إزاي أربع حروف يكفوا كل إللي كان
لو كان الشكر بيتعِطِى
لكانت عيني هديةو قلبي ليها غلاف
كنت أجيب نسمة شقية
كنت أجيب أدفى لحاف
كنت أجيب كل شئ جميل
مربى و عسل و ورود
و لون و شكل فصل الربيع
و ذكرى جميلة و صوت العود
و اّخد كل الحاجات ديَة
و أديها لأبويا وأمي
و أقوللهم ثانية واحدة
و أروح أجيب حاجات تانية
و أفضل أجيب و أجيب و أجيب
و بعدين أجيب و أجيب وأجيب
و أقوللهم خلصت الحاجات
خلص جمال الدنيا
و خلص كل شئ جميل
و خلص معنى الجمال
و فِضِل الشكر واقف
في نفس المكان على نفس الحال
أعمل إية يا ناس؟
أقطع نفسي؟
عايز أي حاجة
توفِي أبويا وأمي
إقتراحات؟

جئت إليك

جئت إليك معتذراً
جئت أُرَوِىَ الثرَى
جئت إلى إله كريم مقتدرا

جئت ألوذ و أتوب
جئت إليك بذنوبٍ
تكفي كل الورى

يا إلهي.. جُد بعفوٍ
عبداً إليك قد جَرى
عبداً و غير نورك لا يَرى

جئت إليك أسألك
هل ستقبلني إلهي
عبداً ضعيفاً قد هَوى

هل ستقبلني
بعد ما كان
من زلاتٍ و ذنبٍ
قد ملأ الفضا

يا إلهي.. جُد بعفوٍ
عبداً إليك قد جَرى
عبداً و غير نورك لا يَرى

أنت ربي
أنا عبدك
مالي غيرك
من رحيم سواك

لا تكلني إلى نفسي
يا إلهي طرف عينٍ
و اجعلني في حماك